“جاك ما” Jack Ma هو شخص بسيط من الصين ينحدر من عائلة فقيرة لكنه طموح جدًا، وعلى الرغم من طموحه العالي إلا أنه كان سيء جدًا في الدراسة وفشل في الدخول إلى الجامعة أكثر من مرّة.
جاك تغلّب على كل ظروفه ونجح في تحقيق مُراده، حيث تعلّم اللغة الإنكليزية وتمكّن من الدخول إلى الجامعة وقام بتأسيس واحد من أكبر المواقع الصينية والعالمية ألا وهو موقع علي بابا Alibaba للتجارة الإلكترونية.
لسنا بصدد الحديث عن الموقع وأرقامه التي تجاوزت سقف التوقعات وحققت أرباح عالية في سوق الأوراق الأمريكية فور طرحها، لكننا بصدد الحديث عن تجربة المُستخدمين حول العالم بشكل عام، والعرب بشكل خاص لهذا المتجر.
جاك اعترف قبل أيام بوجود الكثير من البضائع المُزيّفة داخل المتجر، وقال إنه سيعمل على الحد من هذه البضائع بأسرع وقت مُمكن، إلا أن العملية تحتاج إلى صبر بعض الشيء.
قرأت الخبر من أكثر من مصدر، وهممت بقراءة التعليقات بشغف أكبر من قراءة الخبر نفسه لكي أتعرّف على ردّة فعل المُستخدمين والاقتراحات أو الأفكار التي تدور في بالهم علّني أجد شيء استفيد منه وأُشاركه فيما بعد.
تفاجئت جدًا من حجم الردود السلبية وهذا شيء طبيعي، فمن يديه في الماء ولم يتعرض لحالة نصب، ليس كمن يديه في النار وسُحب من رصيده مبالغ تصل إلى 1000$ على الأقل، لكن السؤال الأهم كيف وصلت النار إلى اليدين؟
الردود التي قرأتها تمحورت بشكل كبير حول البائعين المُزيفين الذين قاموا باستلام الأموال دون إرسال البضائع، أو قاموا بإرسال شيء مُختلف تمامًا عما هو مذكور داخل صفحة المُنتج.
ما لفت انتباهي بشكل كبير هو الفهم الخاطئ لتصريحات جاك التي قال فيه إنه سيعمل على الحد من البضائع المُزيّفة أو بمعنى آخر المُقلّدة، وليست عمليات الاحتيال التي تحصل !
يقع على عاتقنا كمُستخدمين دائمًا الانتباه والحذر في كل خطوة نقوم بها على الإنترنت وخصوصًا إذا كانت تتعلق بالتجارة، فبإستثناء متجر أمازون الذي يمتلك مستودعاته الخاصّة ويضمن سلامة البضائع ومُطابقتها للمواصفات المذكورة داخل الصفحة، لا يُمكن إيجاد متجر موثوق 100% على الإنترنت إلا فيما ندر.
وعند الرغبة في شراء أي شيء من متاجر إلكترونية مثل سوق.كوم، eBay أو علي بابا، يجب التأكد دائمًا من البائع، تقييمه، التعليقات المذكورة على بضاعته وعلى سجلّه الشخصي بشكل عام، ولا يجب الاندفاع بشكل أعمى لشراء المُنتج.
بالتأكيد لا يُمكن أيضًا ضمان صحّة التعليقات والتقييمات التي حصل عليها البائع، لكن بشكل عام يُمكن أن تجعلنا نتخلّص من نسبة كبيرة من البائعين المُزيفين لمجرد عدم وجود تقييمات كافية أو تعليقات مُشجّعة وهنا قللنا نسبة الخطر.
يُمكن أيضًا مُحاولة الوصول إلى موقع الشركة أو الحديث مع البائع من خلال نظام الرسائل المُدمج ومُحاولة فهم نشاط الشركة، وأين يُمكن إيجاد بضائع مُماثلة، أو على الأقل طلب نموذج للوقوف على جودة المُنتج، فدفع 10$ أو 15$ أهون بكثير من دفع 1000$ دون الحصول على أي شيء.
لا أقف بصف أي متجر إلكتروني ولا انحاز لموقع علي بابا، لكنني أولًا اخترته بسبب تصريحات جاك ما مُؤسس المتجر، وثانيًا لأن تجربتي مع هذا الموقع تحديدًا بدأت منذ عام 2009، وحتى الآن لم أواجه أي مُشكلة معهم بعد 6 سنوات وأكثر من 30 طلب مُختلف الحجم.
دائمًا ما أبدأ بالحصول على عيّنة للوقوف على الجودة قبل كل شيء، والتأكد من وجود مُنتج فعلي لدى الشركة، كما أحاول طلب تعديل بسيط على المُنتج لأتأكد من قدرتهم على تلبية الطلبات أو أن عيّناتهم ليست مُجرّد وسيلة لجذب المُشتري والاحتيال عليه فيما بعد.
علينا كمُستخدمين دائمًا التعرّف على المتجر الإلكتروني وفهم طريقة عمله وآلية الضمان المُتّبعة فيه، بعدها يُمكن البدء في البحث عن بائعين لديهم سمعة جيّدة وعمليات بيع كثيرة لتجاوز فكرة النصب أو الاحتيال، على الرغم أن الفرصة دائمًا ما تكون قائمة داخل هذا العالم الافتراضي.
أما بخصوص البضائع المُقلّدة أو المُزيّفة، فالعقل والمنطق هما سيّدا الموقف في هذه الحالة، فساعة ذكية تُباع في الأسواق مُقابل 150$ على سبيل المثال، لا يُمكن أن يكون سعرها على علي بابا أو غيره 25$ فقط ! فقمية المُنتج في وظائفه وليس في سعره.
التدوينة علي بابا Alibaba والفرق الكبير بين التزييف والاحتيال ظهرت أولاً على عالم التقنية.
from عالم التقنية http://ift.tt/1NlNXXL
0 commentaires :
Enregistrer un commentaire