كان موقع Google.com لسنوات هو المدخل لملايين الناس إلى شبكة الإنترنت يومياً وكان مصدر ربح أساسي لشركة الإنترنت الأكثر قيمة في كل العصور وكذلك فعن طريق هذا الموقع لم يعد هناك حاجة إلى تذكر التفصيلات الأساسية مثل عواصم الولايات وعناوين المواقع على شبكة الإنترنت.
ولكن كنتيجة للمزيد والمزيد من الوقت الذى نقضيه على الإنترنت بعيداً عن أجهزة الكمبيوتر المكتبية أصبح تركيز شركة جوجل على موقع Google.com على وشك الإنتهاء فقد كتبت جوجل رثاء في السطر الأول من منشور شهر مايو بمدونتها الرسمية تعلن فيه أن عدد عمليات البحث من خلال الهواتف المحموله قد تجاوز عدد عمليات البحث عن طريق أجهزة الكمبيوتر المكتبية في عشر دول على الأقل بما في ذلك أكبر سوق للشركة وهو الولايات المتحده وقد أعتبرت جوجل هذا التحول فرصة هائلة حيث قد أقر السيد Amit Singhal نائب رئيس عمليات البحث في شركة جوجل بأن هذا التحول يجلب أيضاً تحديات غير مسبوقة للشركة.
وقال Amit Singhal أن الموبايل قد جعلنا ضعاف جداً لإنه في المستقبل القريب لن يكون هناك مكان لعمليات البحث من خلال أجهزة الكمبيوتر المكتبية مثلما كان من أكثر من عشر سنوات أو 12 سنة وأضاف قائلاً "نحن بحاجة إلى البدء من نقطة الصفر مرة آخرى".
فالصعوبة بالنسبه لجوجل هي في الطريقة التي يتم بها الوصول إلى المعلومات والتي شهدت تحولاً جوهرياً منذ أن كانت الروابط العشر الزرقاء تستخدم فى محركات البحث عام 1998 فقوائم نتائج البحث التقليدية من جوجل التي تخدم الإعلانات لتولد الكثير من العائدات والأرباح ليست جيدة بالقدر الكافي لإستخدامها من خلال الهواتف الذكية كذلك فهي مصدر أزعاج وغير عملية في إستخدامها على الساعة الذكية أو التليفزيون الذكي وكذلك فمن المستحيل تصفح وإستخدام هذه القوائم بأمان أثناء القيادة وتحرك السيارة ولهذا فجوجل تخطط لتوصيل برامجها في جميع هذه الأجهزة وغيرها الكثير حتى إنها بدأت إعادة النظر في طريقة عرض النتائج للمستخدمين.
فالحل يبدأ من تحديد شكل محدد لخدمات الإنترنت المقدمة من جوجل وكذلك الذكاء الأصطناعي المتطور والكم الهائل من بيانات المستخدمين ويمكن الوصول إلى قوائم نتائج البحث عن طريق أثنين من المنتجات ذات الصلة بالهواتف الذكيه مثل تطبيق voice search والذي يُتيح للمستخدمين السؤال عن طريق التحدث بدلاً من الكتابه وتطبيق Google Now وهو خدمة تنبؤيه تظهر للمستخدمين معلومات حيوية عن الطقس والرياضة والأخبار وغيره.
فأمل جوجل هو تحول مفهوم البحث في الإنترنت من شئ يحدث من خلال شريط بحث ثابت إلى محادثة جاريه مع مساعد مُلم بكل المعلومات وعلى إستعداد لإيجاد أى معلومة تريد معرفتها حتى لو لم تفكر فيها بعد.
فإذا كانت شركة جوجل لا تعرف كيفية صناعة مساعد إلكتروني بشكل ممتاز فسوف تقوم شركه آخرى بذلك ومن المرجح أن يكون تطبيق Siri من شركة آبل هو المنافس الأكثر شهرة فهو يتم تثبيته تلقائياً على مئات الملايين من أجهزة الآيفون وفي هذا العام سوف يكون التطبيق مُتاح على ساعة وتلفاز آبل كذلك فتطبيق Cortana من مايكروسوفت هو جزء لا يتجزء من نظام التشغيل الجديد Windows 10 أيضاً فهناك الجهاز المنزلى الذكي المسمى بـEcho من أمازون والذي يتم وضعه في غرفة المعيشة الخاصه بك ليتلقى أوامرك الصوتية وكذلك أيضاً ففيسبوك لديه المساعد M الرقمي والذي يُمكن الوصول إليه من خلال تطبيق فيسبوك ماسنجر.
فهذه الشركات تقدم المساعدين الرقميين بإعتبارهم السبيل للسيطرة على السيارات والمنازل وغيرها من الأجهزة المتصلة في المستقبل فكل ما يحتاجه العميل يُمكن تأديته من خلال إدخال سؤال واحد على الأقل في مربع بحث جوجل ومن المتوقع لجوجل أن تجني ما يقدر بـ 44 مليار دولار من إعلانات البحث وحدها في عام 2015.
ونتيجة لشغف السيد Amit Singhal بالبحث وسلسلة أفلام Star Trek فقد تمت تسمية مشروع البحث الصوتي الخاص بالشركه باسم Majel في إشارة إلى اسم المرأة التي تحدثت إلى كمبيوتر مركبة منظمة العفو الدولية ولهذا فليس من المستغرب أن يكون هناك نموذج أولي لجهاز التواصل المستخدم للتفاعل مع المؤسسة في سلسلة أفلام Star Trek يعمل بتقنية البلوتوث وقد تم تجهيزه مع مايكروفون يتم تنشيطه بلمسة بسيطة ويُمكنه إخراج الصوت من خلال مكبر الصوت أو سماعات الرأس المصاحبة وكذلك يسمح للمستخدمين بالتحدث مع جوجل دون الحاجة إلى إستخدام الهواتف المحمولة الخاصة بهم ويعتبر هذا تحدي حيث إنه على جهاز الكمبيوتر الخاص بالشركة الرد صوتياً على الأسئلة التي يوجهها له المستخدم بصوته.
في مربع البحث القديم يتفاعل جوجل مع المستخدمين بشروط المعاملات البحتة فنحن نكتب ما نريد البحث عنه ثم نختار بعد ذلك من نتائج البحث ما يناسبنا وإذا لم نجد مانبحث عنه نقوم بإفتراض أن نتائجه ليست مفهرسة من قبل جوجل أو ربما لا وجود لها وتشير الدراسات إلى أن الناس قد تكون سيئة في تذكر الحقائق ولكنها أفضل في تذكر كيفية العثور عليها على شبكة الإنترنت.
ولكن عندما نفتح أفواهنا للبحث تتغير الآلية حيث إننا لا نتوقع أن جوجل سيقوم بسماعنا فقط وفهم كل كلمة نقولها ولكن أيضاً نتوقع أن يجيبنا بطريقة موجزة طبيعية بحيث يكون المستخدم قادر على التعامل معه بأريحية كما قال Francoise Beaufays عالم الأبحاث المتخصصة في التعرف على الكلام في جوجل "يجب أن يكون هاتفك هو صديقك".
قامت جوجل في الغالب بحل الجزء الخاص بمشكلة السمع فبفضل تحسين خوارزميات الأستماع للكلمات وزيادة القدرة الحاسوبية أنخفض معدل الخطأ للبحث الصوتي من 23٪ إلى 8٪ في العامين الماضيين وكان قادراً Scott Huffman نائب رئيس جوجل لهندسة البحث والتخاطب على إستخدام البحث الصوتي في نادي ليلي مزدحم ببرشلونة وتم تسجيل كل أقواله بوضوح و قال "أعتقد إنه يُمكن القول بأن الكلام على الأقل دقيق بقدر الكتابة وربما أكثر".
لكن كتابة الكلمات ليست مثل فهم اللغة البشرية فالبشر قادرون على إستخدام السياق وتطبيق الحواس المتعددة والإستفادة من الخبرات الماضيه لتفسير ما يقوله الآخرون على عكس مساعد جوجل الذي لا يزال بعيد المنال من فهم علوم الكمبيوتر.
ويقول Singhal "معالجة اللغة الطبيعية أو فهم ما قيل هو واحد من المعوقات التى علينا تخطيها." كذلك فإن جزء من الحل هو أعطاء خاصية البحث ميزة الإجابة المباشرة بدلاً من أظهار نتائج البحث وذلك عن طريق "الرسم البياني الخاص بالمعرفة من جوجل" وهو قاعدة بيانات ضخمة تقوم بإختيار المعلومات من مصادر مثل ويكيبيديا وبهذا يُمكن للموقع الأجابة على الأسئلة مباشرة بدلاً من عرض روابط للمستخدمين.
فعندما يسأل مستخدم "كم يبلغ طول باراك أوباما ؟" يقوم محرك البحث بالبحث في اللوغاريتمات عن كافة المعلومات المعروفة عن الرئيس والإجابة عن السؤال فالرسم البياني الخاص بالمعرفة من جوجل يوجد عليه أكثر من مليار إدخال ومع المواضيع الجديدة التي يهتم بها المستخدمين عبر إستعلامات البحث فعلى الشركه أن تقوم بإدخال ما لايقل عن 10 مليار إدخال حتى تستطيع الإجابة على التساؤلات.
وبفضل التطور المتزايد في صياغة الروابط بين الأشياء في الرسم البياني للمعرفة فأن مساعد جوجل الصوتي يتقدم ببطء تجاه تفاعلات التخاطب فإذا تبعت السؤال الخاص بأوباما بسؤال "من السيده التى تزوجها ؟" فسوف يعرف التطبيق أنك تسأل عن ميشيل وهذه الميزة جديده تم إطلاقها فى 16 نوفمبر وتسمح للمستخدمين بطرح أسئلة أكثر تعقيداً والتي تحتوى على بيانات غامضة مثل "من كان رئيس الولايات المتحدة عندما فاز الفريق المسمى بالملائكة في بطولة العالم؟" و لكن مع أن التقدم سمح للمستخدمين بأن يكونوا أقل رسمية إلا أن مساعد جوجل الصوتي لا يزال خالياً من الشخصية ولا يوجد له اسم تجاري فهو مازال يقدم الروابط في نتائج البحث على العكس المساعد الصوتى سيري والذى يجيب إجابات صوتية و يتفاعل معك صوتياً على الرغم إنه ليس في قوة المساعد الصوتي من جوجل.
وهذا الأفتقار إلى الكاريزما متعمد حيث يقول جوجل أن دمج النكات المكتوبة سوف يعزز تطبيق البحث ولكنه سيعطي إنطباعاً خاطئاً لقدرات البرنامج ويقول السيد Amit Singhal إنه ليس ضد إعطاء التطبيق شخصية مثل التطبيقات الآخرى ولكن لا يوجد العلم الكامل للحصول على هذا الحق وعلى النقيض مع تطبيق Siri الذي يقول النكات منذ إنشاؤه عام 2010 حيث أن الفكاهة من وظائف التطبيق الرئيسية فخوارزميات الصوت الخاصة بجوجل على سبيل المثال أصبحت أكثر مهارة في فهم لهجات غير معتادة بسبب إستخدام العديد من الناس للبحث الصوتي وهذه الخوارزميات تعمل على معالجة المليارات من إستعلامات البحث كل يوم وتعتبر واحدة من مزايا تطبيق البحث الصوتي من جوجل على منافسيه حيث يتم تغذية الخوارزميات بإنتظام بالمزيد من المعلومات حول طريقة الكلام والتفكير للإجابة على أسئلة المستخدمين.
ففي حين إنه ليس من المثير أو العجيب أن يقوم الكمبيوتر بالإجابة على أي سؤال فخاصية التنبؤ الموجودة بمساعد جوجل Google Now تعتبر تطور ضخم في طرق البحث التقليدية فقد تم إطلاقها عام 2012 وهي تهدف إلى التنبؤ بالمعلومات التي يبحث عنها المستخدمين قبل أن يقوموا بكتابتها في مربع البحث.
في البدايه كان التطبيق يعرض مميزات كانت متاحة عبر التطبيقات الأخرى مثل توقعات الطقس ونقاط المباريات ولكن كنتيجة لتطور هذه المعلومات وتعقدها بشكل متزايد فقد أدى هذا إلى إستخدام خدمات جوجل المختلفة بما في ذلك القدرة على التتبع بحيث أصبح التطبيق الأن قادر على تعلم جدول الإنتقالات اليومية الخاص بك وإستخدام بيانات حركة المرور ليقترح عليك متى يجب أن تترك المنزل وتذهب إلى العمل كذلك فهو سيقوم بتمشيط رسائل بريد الإلكتروني لكى يُنتج بطاقات معلومات لعرض أوقات الرحلات القادمة الخاصه بك أو تذاكر السينما التي قمت بشرائها وكذلك الشحنات الواردة أيضاً فهو يُمكنه تذكر أين قمت بركن سيارتك.
وهناك تحديث لتطبيق Google Now أصبح متاحاً هذا الخريف تحت اسم Now on Tap وتسمح هذه الميزة الجديدة من جوجل بالقيام بعمل مسح لكل ما هو على شاشة الهاتف الذكي الخاص بالمستخدم ومن ثم سحب المعلومات ذات الصلة أو الروابط للتطبيقات التي تناسبها فمثلاً عند المحادثة النصيه عن فيلم The Martian يُمكن للتطبيق سحب بطاقة إعلامية حول الفيلم وربطها بإعلان الفيلم على يوتيوب وكذلك ربطها مع رابط لحجز تذاكر الفيلم وتقول السيدة Aparna Chennapragada المدير المسئول عن تطبيق Google Now أن هذا التحديث سوف يكون مثبت في أحدث إصدار من نظام التشغيل أندرويد 6.0 أو Marshmallow والذي أصبح متوفر بالفعل على أجهزة Nexus وأندرويد ون وهاتف HTC One A9 ويشق طريقه في الوقت الحالي للعديد من الأجهزة الآخرى.
ويُمكن للمستخدمين الأن الحصول على المعلومات من العديد من الخدمات المختلفة بدون الحاجة إلى إستخدام التطبيقات الخاصة بهذه الخدمات فكل ما عليهم هو نسخ ولصق النص في مربعات البحث كذلك فجوجل تسعى الأن إلى إقناع مواقع الويب بالسماح لتضمين محتواها في محرك بحث جوجل وهذه العملية تُسمى بفهرسة التطبيقات فقد قامت جوجل بفهرسة 100 مليار صفحة من داخل التطبيقات حتى الأن ولكن هناك مواقع مثل موقع أمازون جعلت نطاق البحث في محتوى التطبيق الخاص بها محدود على شبكة الإنترنت.
هذا وقد أكدت جوجل إنها لا تقوم ببيع بيانات المستخدم إلى أطراف ثالثة ولكنها في الوقت الحالي تعرف الكثير عن المستخدمين حيث يقول السيد Amit Singhal إنه يُمكن بناء مستقبل أفضل بكثير من خلال معرفة الكثيرعن المستخدمين ويُمكن للمستخدمين الإبقاء على بياناتهم فى حال أستفادتهم من تطبيق Google Now أو مسحها من خلال الذهاب إلى "الحسابات الخاصه بهم" و حذف كل البيانات.
بالإضافة إلى ذلك فجوجل لن تكشف عن عدد مستخدمى تطبيق Google Now ولكنها تقول أن هذه الخدمة ترى نمو قوي وبدلاً من تعقب المستخدمين النشطين شهرياً للخدمة تقول السيدة Chennapragada بإنه سيتم التركيز على نمو المستخدمين النشطين يومياً والذين أدمجوا التطبيق في روتين حياتهم اليومية وفي إجتماعات جوجل لمناقشة الخطط المستقبلية للتطبيقات نادراً ما يتم مناقشة إستخدام التطبيقات من خلال أجهزة الكمبيوتر المكتبية حتى عندما يتم التحدث عن الميزات الجديدة الموجهه للمحمول فيكون هناك تساؤل عن كيفية تفاعل الناس مع التطبيقات في السيارات أو من خلال الساعات الذكية أو في غرفة المعيشه فكما يقول Huffman فأن الصوت هو الخيار الوحيد للتفاعل مع التطبيقات من خلال هذه الوسائل.
وتحاول الشركة في المستقبل أن تدخل تقنية المساعد الرقمي في الأجهزه الكهربائية التقليدية بالمنزل مثل الثلاجة أو التليفزيون بالأضافة إلى أجهزة البروجكتور التي يجري تطبيقها في المنازل الذكية وقد قدمت الشركة براءات الإختراع لدُمى تستمع لأصحابها وكذلك الروبوتات التي يُمكنها تغيير حركاتها وأفعالها نتيجة إستخدامها للمعلومات الخاصة بالمستخدمين.
وكما يقول السيد Amit Singhal فإنه من غير المعروف شكل أو نوع الأجهزة التي ستأتي في المستقبل ولكن بالتأكيد فإنها ستأتي وستكون طريقة التفاعل معها عن البحث واللغة الطبيعية التي يستخدمها البشر والحصول على المعلومات والخدمات التي تحتاجها أنت في الوقت الراهن بغض النظر إذا كنت تقوم بالطهي أو القيادة أو تمشية الكلب الخاص بك أو حتى لعب لعبة الأمساك بطفلك.
ولكى تطور جوجل من مزايا مساعدها الرقمي فهي تجري بإنتظام الدراسات الأستقصائية مثل سؤال الناس لكي يفصحوا عن إحتياجاتهم اليومية في لحظه معيني وكذلك إذا كانت جوجل لبت هذه الأحتياجات أم لا فالإجابات الخاصة بأحدث دراسة أستقصائية أجريت مؤخراً في الهند عبر غرفة صغيرة في جوجل من خلال مئات من البطاقات التي تم تقسيمها وتصنيفها إلى فئات مثل "تحسين الحياة" و "الأبوة والأمومة" و "لعبة الكريكيت" لبحث طريقة كفاح الشعب اليومية ومساعدتهم على تحقيق أهداف محددة بحيث يصبح تطبيق Google Now سبب في تحسين حياة الناس ومساعدتهم.
المصدر
from أخبار التقنية http://ift.tt/1XyyZUG
0 commentaires :
Enregistrer un commentaire